شيءٌ من حالاتي



شيءٌ من حالاتي



صرختُ: أريد أن أكون؟..



قيل لي بأن هذا المطلب ضربٌ من الحماقة ؟

أو هو الجنون ؟



ثم سألوني: أتراك لم تكن حتى تطلب أن تكون؟.

أنت هنا ونراك..

إذن أنت كائن، فكيف تكون؟



قلت: أتراكم تفهمون؟

قالوا: أفهمنا!



قلتُ إن سلمتُ جدلاً أني كنتُ:

ماذا الآن أكون؟..

ماذا كنتُ قبلاً؟

من أكانني؟..

كيف أكانني؟

لم أكانني؟

هل كنتُ كما أراد كائني؟..

ماذا يترتب على وجود تكويني؟.. ولم؟

ماذا يفترض علي كينونتي؟.. ولم ؟

ولم للموت أكون؟



وكذا أردفتُ ليست هذه الأمور مورد الإشكال لدي.. وإنما :

ماذا لو طلبتُ أن أكون غير ما أراد كائني؟..

هل أستطيع أن أكون بنفسي؟..

لو كنتُ أستطيع تُرى ماذا عساني أن أكون؟

هل أستطيع أن أكون كما أريد؟..

هل سأكون مبدعاً في تكوين كينونتي؟

هل سأرضى عما سأكون عليه؟..

هل سأفهمني أكثر مما أفهمني الآن وأنا على هذا التكوين؟

من أكانني الآن، هل سيكون راضياً عما سأكونه بنفسي؟.. أم أني أقصي رضاه؟.. هل سأستغني عن رضاه وقدرته أيضاً لأكون مستقلاً بذاتي؟

من أين أبدأ لأكون؟.. وكيف لي أن أستغني عن هذا التساؤل؟

هل أستطيع ألا أستعين على أن أكون؟.. فأنا لا أريد من يعينني.

هل سيرضى الكائنون أيضاً عما سأكون عليه إن لم أكن كما كنتُ الآن؟.. أو أكون شبيهاً لهم؟.. وهل سيعيشون معي أو يقبلون أن أعيش معهم إن اختلفت عنهم؟.. وكيف لي أن أقنعهم بأني من كونتُ نفسني؟.. ولم سأقنعهم؟.. وهل سأستطيع العيش بمفردي إن رُفضتُ منهم؟..

هل سأتمكن من تهيئة المكان المناسب لما أريد أن أكون عليه؟

هل سأستطيع التفرد بجسم أو شكل خاص بي ؟

هل سأتميز بعقل خاص بي وإدراك وتفكير وتكلم وعمل وسلوك وإحساس وشعور وتأثير وتأثر وأغراض وأهداف وغيرها؟

هل سأستطيع أن أحدد لنفسي المقدار الذي أعيشه أم سأخلد نفسي؟

هل.قاطعوني وهم يصرخون: كفى أرجوك.. لقد أتعبتنا.. إن السؤال الأهم هو :

لم تريد أن تكون شيئاً آخر غير ما أنت عليه الآن؟..

حينئذ ستأتي الأسئلة الجادة، ربما ستأتيك منا، أو ستأتينا منك.. بكل الفنون.



فأجبت: لا أعلم.. ربما هو ضرب من حماقة أو نوع من جنون!!.





21/11/1430هـ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق