صرخة الأمس


صرخة الأمس

ق. ق. ج                                                   عبدالله النصر



ما كادتْ تصل أصابع ابن السابعة إلى وسطه خلسة، وهو ماثلٌ قبالة جدته، إلا وصرخت فيه: (عيب ، يا قليل الأدب).. طأطأ رأسه، وقال بنشيج: أردتُ حك فخذي.



19/3/1433هـ

عدل


عدل
ق. ق. ج                                                   عبدالله النصر

ثلاث مئة سنين وازدادوا آلافاً.. تعبيراً عن كل مقت.. لا خائفاً ولا وجلاً.. بقي وجهه ملتصقاً بوجوه ذي البناطيل والبذل والكرفتات.. يُسهمهم بلاذع النقد.. يُلبسهم بقاذع الشتم.. يُفند أفكارهم.. يُركس آراءهم.. كتابة، مشافهة.. فما لقي لهم وجهاً متكهرباً.. وحتى بعد أن رماهم بحذائه المهترئ تنفيساً لروحه ولأرواح إخوانه المخنوقة.. تبسموا ، وقاضوه فقط بقدر ما أحدثه الحذاء من ألم !.


21/3/1433هـ

ديانة العصر

قصة قصيرة
عبدالله النصر

في العام الأول: تلمستْ حروفه حرفاً حرفاً.. حروفه التي خالتها تستلبُ ذعر دهشتها.. حروفه التي تصورتها تتنسكُ بإحساسها وخيالها في دير فؤادها المكلوم.. بل وَمُعَتِّقَة لخمرة لبها المخذول.. جودتها أنفاسها بمجمل النوتات.. أصابعها الرشيقة عبَّرَتْ إليها علامات إعجاب مغالية في الإيقاع.. وطيَّرتْ إليها من معطف عاطفتها قوسين، فيما بينها، رؤية تفوق عنفوان تصورها، بل تفوق جماح تصور الآخرين.. وتضعها تاجاً على رأسها ورؤوسهم.
وهكذا هوساً صنعت الطقوس مع كتبه ومنشوراته.. بينها وبينها.. بينها وبينه.. بينهما وبين العالم جله..
خالته إلهاً لبشرها.. تستجديه جِيْدَاً لأنينها.. لجاماً لجنونها.. فكان غاية المتخيل.. اقتربتْ من عرشه، ولاها وجهه كله.. توسلته غيمة، صافحها بالمطر أعذبه.. احتوته شتلتها زلالاً، احتواها ثماراً يانعة.. فوقعت في أحضانه قرباناً لتراب جذوره، فرفع هامتها بقبلة ما بين الجبين.
في العام الثاني: حيث الزمن ينبتُ في خصوبته بذور السأم بسهولة.. حيث يوهم الأشجار البسيطة بالسراب اللامع تحت الوهج.. صورته ملاكاً إلى جانب ملاكها.. ضوؤه كضوئها.. سحره كسحرها.. غيماته كغيماتها.
في العام الثالث: حين صار الإحساس بسمك غشاء هلامي جاف والزلزال قادم إليه.. حولته عبداً لإلهها.. أسكنته سُحْقِ جهنم.. يشحذها برداً وسلاماً.. أماتت ذاتها أمامه، وأماتته أمامها.
وعلى رصيف اهتراء المساحة ما بين حرفِ ذاته وبين حرف نصه.. بألفاظ أمست بالية في زمن الظل.. رأيته ينشج في الهواء الافتراضي: (يا امرأة الحُسن: ليتك عشتِ مع نصي بالشكل الذي يشكل لك استلاباً يغادر بروحك إلى شطآن دهشاته الكمالية.. فاصلة من فواصل التشابك ما بين روحك المعنوية المسحورة بطقوس الإغواء وبين روحه المقيمة فيه.. لا مجرد مصيدة، تسجنني كذات ضحية من ضحايا خيالك المجنون، فتعبري بي، بلا هوادة، إلى الأغوار النفسية السحيقة... يا امرأة الجمال: كلنا زجاج رهيف).
تسمع نداءاته تتطاير والأثير الطاغي.. لكنها لم تعد تفرق بينها وبين نداءات المخصيين.
وفي العام الرابع: حيّتْ الانترنت مجدداً حياها كما في العام الأول.. نزف عليها ذكوره.. فتلمستْ حروف (التالي)منهم، حرفاُ حرفاُ.. حروفه التي خالتها تستلبُ ذعر دهشتها.. التي تصورتها تتنسكُ بإحساسها وخيالها في دير فؤادها المكلوم.. بل وَمُعَتِّقَة لخمرة للبها المخذول.. فراحت تجودها أنفاسها بمجمل النوتات.. وبأصابعها الرشيقة تعبَّرَ إليها علامة إعجاب مغالية في الإيقاع.. وتطيَّر إليها من معطف عاطفتها قوسين، فيما بينها، رؤية تفوق عنفوان تصورها، بل تفوق جماح تصور الآخرين..
وهكذا هوساً غدتْ تصنع الطقوس مع كتبه ومنشوراته.. بينها وبينها.. بينها وووو......... !!!

1/3/1433هـ