فاجعة الغبار .... قدر .... ترهل .... جسارة ....


فاجعة الغبار


الغبار يملأ المدينة.. عقلي غارق في الدهشة.. حين خرجت حاملاً المدية لأنقش اسمي فوق الشجرة خارج المدينة تحت اسم ذلك الصبي الذي تبدد في قلب الهيكل.

الغبار لم يترك شيئاً إلا أخفى معالمه.. أنا مصر على تحقيق حلمي.. انعدام الرؤية يجعل كل أشياء الطريق تعيقني.. أعمدة الكهرباء تركل ناصيتي.. الحصى يأكل مقدمات أصابعي.. السيارات الواقفة تقهقر مساعيّ.. تضاعف الزمن يربكني.. يوجلني.. كلما اقتربتُ من موقع الشجرة.. ازداد الغبار المتطاير وامتزج أكثر بالرمل وصغار الحصى.. أقبض على المدية بقوة.. أتخيل بأنني سوف أحفر اسماً لي حروفه أشد عمقاً من حروف اسم ذلك الصبي وسأملؤه بدمي ليتجسد أكثر ويكون له رونقاً خاصاً يملأ الإحساس بالنشوة والحزن في آن.

اقتربت من موقع الشجرة.. لكنني للأسف، لم أرها، بل رأيت مكانها حفرة كبيرة جداً منهارة تبكي بالغبار الذي تطاير على المدينة، فتطايرت مثله دموع آمالي!!.



قَـــــــــدَرْ

كالأسدِ الهائجِ، دفعَ البابَ المنهارَ.. زأرَ بجملتِهِ المعتادة:
أين أنتِ.. يا لعينة؟.

كنتُ قد احتميتُ بأريكةٍ مهترئةٍ بعدَ أن لفَّعني الخوفُ والهلعُ.. لم يَضرِبْني مباشرةً كعادتِهِ.. بل تركني متوجهاً ناحيةَ طاولةٍ قد خلخلها منذُ زمنٍ تركنُ في زاويةِ الغرفة.. ظننتُ بأنَهُ سيتناولُ شيئاً ما، ليضرِبَني به.. لكن ما أنْ التفتَ إليّ حتى جثوتُ تحت قدميه بهياجِ النجوى، مقمطةً بسياجِ الفزعِ:   
ريّان.. لا. لا. أرجوك.. اضرِبْني ولا تفعل هذا.. أرجوووووووك.

فعلَ ما بدا له.. ضحكَ ملءَ شدقيهِ بهوىً فرعوني، وخرجَ يُغـنّي، يترنحُ، ينفثُ دُخَانَ السكر. بينما زحفْتُ، أكفنُ, وأضمخُ ما بقيَ من حُلُمي بماءِ قلبي المهزوم.. ألتقطُ مِزَقَ دفترِ المذكراتِ وحروفَهُ التي أسقطها منهُ.






ترهل



بحمأ الصليلِ، ودوحةِ الانكسارِ.. نَزفتْ ذاتَها بياضاً تفاؤلياً كروعةِ النجوم.. تغزلُ شرنَقتها.. تحبكها.. وتحبكها.. وتحبكها.. قاعدةٌ واهنةٌ بنتْ عليها مليوني طابقٍ وألفَ ألفٍ.. وحين بَزغ الفجرُ بومضةِ زلزالٍ واهن.. سقطتْ القاعدةُ من البعدِ الشاهق .. سقطتْ لتبقى في حمأ الصليلِ ودوحةِ الانكسار .






جسار


أقسم زوجُها بأنهُ سيطلقها أو سيتزوجُ بأخرى إن لم تقطعْ رأسهُ بيديها..

حينئذ تحيّرتْ.. فاختارتْ..

تصلبَ قلبُها.. فقطعتْ رأسهُ هو.. لا الصُرْصُورُ كما طلب.

25/7/1426هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق