قراء في المجموعة الثانية



المجموعة القصصية الثانية

الصادرة عن نادي الشرقية الأدبي بالدمام
عام 1429هـ - 2008م
عدد ورقاتها 82 ورقة



قصص المجموعة 33 قصة ، كالتالي:

01- فاجعة الغبار.
02- قدر.
03- ترهل.
04- جسارة.
05- استخفاف.
06- غباء.
07- عند الذوبان.
08- حرباء.
09- في المنعطف.
10- تخمين.
11- موروثة.
12- لأحيا تقيأتها.
13- توبة.
14- رحيل واع.
15- خيبة.
16- وفاء.
17- لمقصمل.
18- صحوة.
19- ليست لمثلك.
20- تحذير.
21- جنون.
22- شك.
23- مابين اثنتين.
24- هواجس أمام العاصفة.
25- مباغتة.
26- ذات مواء.
27- فاجعة.
28- الفأل.
29- سارق.
30- بؤس.
31- إقدام دام.
32- حلم.
33- رجال ماعاهدوا.






قراء في المجموعة



بقلم: صالح غريب



في المنعطف) للكاتب القاص السعودي/ عبدالله النصر

قدمت نماذج من التجارب لها تجسيد لواقع مرير





كمتابع للنشاط الثقافي في المملكة العربية السعودية ، وخصوصا ما يصلني من إصدارات عبر النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وهو النشاط في هذا المجال مقارنة بجميع الأندية الأدبية في المملكة ، ولعل هذا النشاط يرفد المكتبة الخليجية بتلك التجارب في مجالات مختلفة ، لكن تبقى المنجزات الأدبية في مجال القصة والرواية هي الأكثر تواجدا على الساحة الأدبية في هذا البلد ولاشك أني أفخر بتلك الإصدارات التي يتحفنا بها الكاتب الكبير خليل إبراهيم الفزيع ، حيث يمدنا بتلك الإصدارات التي يقدمها النادي ويحتفي بأصحابها ومنها تلك الإصدارات هي المجموعة القصصية الثانية للقاص.. عبد الله النصر وهي بعنوان المنعطف ، ففي العام 2008أصدر القاص السعودي عبد الله النصر، وهو من أبناء واحة الأحساء.. مجموعة قصصية بعنوان: (في المنعطف).. تمتزج هذه المجموعة بالقصص القصيرة وبالقصص القصيرة جداً، كتجربة أولى له في النوع الأخير ذي الومضة الخاطفة.. كما جاء ترتيب القصص فيها بنحو يعتقده الكاتب بأنه مريح للقارئ في طريقة تنقله من نص إلى نص.. ولذا نعتقد بأن القصص قد خرجت في حلة إبداعية بهية.



تحمل المجموعة روح الكاتب الذي يتطلع إلى المجتمع بوعي وبعناية ودقة، مقتطفاً منه مايراه جديراً بأن يُنصب تحت مقصلة النقد والسخرية، وفوق الطاولة في الجانب الأهم منها أيضاً.. تلتقط المجموعة صوراً من الحياة المختلفة، لاسيما التي يُعاني منها المجتمع في اقتصاده وحالاته الاجتماعية ورؤاه وتطلعات، والتي يجب أن يسلط عليها الضوء.. ولذا جسد القاص في قصصه، الواقع المرير، والمأساوي الموجع، وكأنه نحت صورة جيل بأكمله في حقب مختلفة، منها من كأبت الحياة في وجهه، ومنهم من حمل أمنياته إلى غد مجهول، ومنهم من وصدت أمامه أبواب تلك الأحلام، بل ومنهم من انكسرت شوكته في حين تفعيل نظرياته على الواقع.. يقول في قصة « تحذير»:«فتاة لا أعرف من هي، ليست جميلة كما وصفت لي.. سمعتُ عنها تقفز النجوم واحدة تلو الأخرى.. فتطفئها.. تريد ملامسة السماء السابعة وما بعدها.. بل تريد امتلاك الكون بما يحويه.. أصابني الفضول لمعرفتها، فكنتُ واحداً من تلك النجوم.



جاءت اللغة, بأبسط الألفاظ, وبأوسع المعاني, وبحرارة النص الباذخ المكثف في معطياته التي تفتح أبواب الصورة المتسعة، وتستحضر القصة بأبعادها المختلفة.. فضلاً عن تفشي عنصر الإيحاء الذي يقود إلى فتح مسارات جمة في وعي المتلقي.. اتكأت المجموعة بقصصها المتنوعة في كثير على القص الحديث المعتمد على السرد الاستعاري، والأفكار المحملة برموز وإسقاطات شتى، بعيدة عن الغموض الذي يحاول تعمية القارئ في قراءته للمجموعة، لكنها لم تكن للقارئ العادي الذي وكأنه زبون مطعم ينتظر أن تقدم له الوجبة جاهزة.. بل لابد له من محاولة الانسجام والتدقيق وتفكيك المفردات في بعض النصوص ليصل إلى غايته أو يخرج بغاية أخرى.. في جانب ذلك لاتخلو النصوص من المتعة والإبهار السخي.



القاص عبدالله النصر في مجموعته "في المنعطف" حاول أن يأخذ بعباب التجربة أولاً في قصصه القصيرة جداً، والتي شارك ببعضها في ملتقى حلب للقصة القصيرة بسوريا، ليستقي ، من لدن المتلقي القاص، أو العارف بهذا النوع، مايطوره ويأخذ بيده لكتابة أجود وأبرع منها مستقبلاً.. بالرغم من أنه سعى للتجديد في أدواته الفنية، وحاول البعد عن كلاسيكيات القص، التي سعت إلى تقيّد حرية الكاتب وإعاقة انطلاقه، بل وابتعد عن إيغال المتلقي في العميق من الإسقاطات والرموز والبحث عن ما ورائية التراكيب والمفردات الغامضة، وانزياحات اللغة.



أخيراً، يجدر بنا الذكر إلى أنه هذه المجموعة القصصية للنصر، هي المجموعة الثانية، التي تتوسط مابين مجموعته الأولى (بعث في خلايا مستقيلة) ومجموعته الثالثة( من قاع النسيان)، وقد تبنى (في المنعطف) نادي المنطقة الشرقية الأدبي بالدمام، الذي قام بطباعتها في مطابع الشركة الشرقية بالدمام، وأوعز توزيعها ونشرها لدار الكفاح للطبع والنشر والتوزيع.. تحوي المجموعة على عدد ثلاثة وثلاثين قصة.. في كتاب من الحجم المتوسط، عدد صفحاته اثنان وثمانون صفحة، وقد اختار النادي للمجموعة صورة الغلاف التي رآها مناسبة.. يتصدر المجموعة إهداء خاصاً قال القاص فيه ( إلى من تتنفسني فارساً ، فأتنفسها نافذة) وهو ضمن السياق التأويلي المتعدد الذي يتبعه القاص في شتى أركان المجموعة .



عن جريدة الشرق القطرية


http://www.al-sharq.com/pdfs/files/alsharq_tow__20090526.pdf

37 الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1430 هـ 26 مايو 2009م العدد 6 مايو





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق