مقدمة الرسائل


هنا ستقرأ الرسائل المتبادلة
مابيني

وبين الكاتبة المغربية المتألقة
منى وفيق






مقدمة ( 1 )

منذ التقاء حروفنا.. منى، شعرتُ بانفكاك الأقفاص إلى حيث انكتابي وانكشافي.. شعرتُ بانعتاق يأخذني إلى طريق البوح بكل هدوء.. طريق مسفلت في ذاكرتي، وأرصفة مرتبة في خيالي.. وفي كل لحظة من لحظات اغترابي، فجيعتي، صمتي، انهياري.. وجدتك ـ وحدك لا شريك لك ـ سماء رحبة صافية.. فأهدرت دمي إليها بانتشاء.

عندما تلاقحتْ أفكارنا، وتماثلت مآربنا.. كان عليّ أن أنفتح عليك منذ تلك الوهلة.. حتى شعرت بأنك ضرورة لضروب البوح والمكاشفة.. لتكوني أنت الإله الذي يسمع أسطورتي فيأخذني إلى أسرار الرحمة واللطف.. فكان بعض هذا منِّى.. وكنتِ ذاك.. بل كنتُ لكِ كما كنتِ لي.

نعم، كتبنا هذه الحصيلة.. بطبيعتنا، بوعينا، بسذاجتنا، وجنونا.. أبرزنا ذاتنا، وأبرزنا الجانب الإنساني فينا، وتركنا لهما نوع من الاتساع.. غير خائفين من القدر وخيانته، لأننا اعتدنا منه الخيانة.. غير آبهين من الشنق، لأن فكرة الحياة بعد الشنق أخذت استقرارها فينا عقلينا.

لكن، ماذا بعد طرق كل هذه الأبواب.. عزيزتي.. كم من إنسان سيقرأ وصايانا هذه؟.. كم إنسان سيقاسمنا هذا الهم؟.. كم إنسان سيفتح عقله ويتفاعل مع ما جاء فيها، أو يقرر ما هو أصبى فيعمل بالوصية.. لنجد مافي خارطتها مفعَّلاً على أرض الواقع مالم تفعِّله أيدينا التي شلتْ فيسمو، لأن العامل بما سما هو الأسمى.

هذا ما أريد أن أسألك ـ عزيزتي ـ عنه!.. هذا ما يؤرقني.. فهل سيطفئ ـ المتلقي القادر ـ النار التي تناولها منا في مأتمنا الذي كان فيه هذا اللطم والنوح وشق الجيوب؟.. أو سيربت على أكتافنا.. أو يقودنا هو أيضاً إلى حبال الشنق غير واع أن فيه حياتنا؟..

آمل أن يكون من القارئ شيئاً حسنا، وإن لم يكن

فلا شك أنني أشعر بأننا متفقان على أن الله أسانا.. الله الأكرم الألطف.



عبدالله النصر (السعودية)




مقدمة ( 2 )


أيهٍ عبد الله.. يكفينا أن نكتب لنحيا داخل كتاباتنا. ومن ثمّة يحيا الآخرون داخلنا. رسائلنا تحمل الكثير من سذاجتنا.. أحلامنا.. انكساراتنا. فيها افتتنّا بالموت.. رأينا الكثير من الجمال في السّواد.. بها عشقنا برودة الجمر ولسعة الجليد.. كنّا عريّ إلاّ من أحلامنا.. احترفنا فيها من الصدق جله، ومن الكذب الجميل ما باقيه..

قد تساوى في رسائلنا التبر والتراب.. وبينما كنا جالسين على وجه الأرض كنا نجلس في السماء.. دخولنا حانة الكتابة أثملنا حتى ترنحنا بالسكر على كأسها، فكشفنا الشيء الكثير من خصوصياتنا وخصوصيات بلدينا وواقع كل ذلك.. لكننا لم نغفل التفاوت في القيمة الكتابية فيما بيننا، وكذلك في توجهاتنا. فضلاً عن ثمة تقارب فيما بيننا من جهة الكتابة ودلالاتها، حتى في التداخل والتوجه الفكريين، وإن اختلفت بعض معطياتنا، فذلك كان من خلال طريقة التعبير عن موضوعاتنا المختلفة في زمانها ومكانها ومحيطها.

رسائلي بالذات، قذيفة أوجهها بسلاح محكم، إلى ذاك الذي حاولت أنت أن تتلبس شخصه.. ذلك الذي حملتُ له كلي كورد عذراء، فوطئها بأقدامه.. مع أنه لم يفطن إلى أن فعله قد أحياني!.. ومن بؤس خلاياي الجامدة فيه قد انتشلني.. فكنت أنا منى، حيث لا يريد أن أكون.. وأما هو فلم يكن سوى سحابة صيف ماكرة، سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.

ولذا ـ عزيزي عبدالله ـ أوافقك في ما ذهبت إليه: ( ماذا بعد طرق كل هذه الأبواب؟.. كم من إنسان سيقرأ وصايانا؟.. كم إنسان سيقاسمنا الهم؟.. كم إنسان سيفتح عقله ويتفاعل مع ما جاء في رسائلنا، أو يقرر ما هو أصبى فيعمل بالوصية.. لنجد مافي خارطتها مفعَّلاً على أرض الواقع مالم تفعِّله أيدينا التي شلتْ فيسمو، لأن العامل بما سما هو الأسمى)..

بالطبع، عبدالله، أنا معك أحمل لسيدي القارئ الذي طالما شعرنا بفطنه وإحساسه هذا الغيث... ولا آمل لنا الآن غيره.. فإنه في حياته حياتنا.. وفي بعث سناه بعث سنائنا، على أن الكتابة المقدمة هنا نقداً: خطابياً، وبه شيئاً من الإنشائية، لا علاقة لها ببنية النقد كممارسة فكرية، وهو يتقدم بأوصاف، وتعابير لا تخرج عن إطار المحسوس المباشر.



منى وفيق ( المغرب)









وحمل الأثير سذاجتنا


هو العنوان المبدئي للرّسائل المشتركة مع القاصّ السّعودي المبدع عبد الله النّصر ، و الّتي من المزمع نشرها ورقيّا عمّا قريب . ولم نر بأسا من نشرها أوّليّا في موقعينا على النّت .
رسائلنا هذه تحمل الكثير من سذاجتنا .. أحلامنا .. اغترابنا .. فجيعتنا .. صمتنا . فيها افتتنّا بالموت .. رأينا الكثير من الجمال في السّواد .. و بها عشقنا برودة الجمر و لسعة الجليد .. احترفنا من الصّدق جلّه و من الكذب الجميل ما بقيه!

كتبنا هذه الحصيلة بوعينا ، بطبيعتنا و جنوننا .. و بشدّة برزت ذواتنا و معها الجانب الإنسانيّ فينا !!

لحظة التقت حروفنا شعرنا بانعتاق يأخذنا إلى طريق البوح بكل هدوء .غير آبهين بالتّفاوت في القيمة الكتابيّة فيما بيننا و كذلك توجّهاتنا ...!

يهمس لي عبد الله قائلا : منى .. كنت كلّي .. و كنت كلّك في هذه الرّسائل . ثمّ يردف متسائلا : هل سيطفئ المتلقّي النّار الّتي تناولها منّا في مأتمناالمليئ باللّطم و النّوح و شقّ الجيوب ؟؟! أم لعلّه سيربّت على أكتافنا ؟؟ أم تراه يقودنا أيضا إلى حبال الشّنق غير واع أنّ فيه حياتنا ؟!؟!!
أي عبد الله .. لا أملك أن أجيبك .. فأنا إذ دخلت حانة الكتابة ثملت حتّى ترنّحت بالسّكر على كأسها .. ثم ّ إنّ فكرة الحياة بعد الشّنق تستهويني ..!

منى وفيق










هناك تعليق واحد: