من أسئلة قرائي



من الأستاذ الأخ/ أحمد محمد بن الشيخ

السؤال الأول/ بخصوص القصة : ماهي الشروط الواجبة توفرها كي نقول عن نص ما انه قصة ؟ وماهي مقاييس القصة الناجحة في رأيك؟

فأجيب : سؤال تكرر كثيراً للكثير من كتاب القصة القصيرة وبذات الصياغة، وأجيبَ عليه بإجابة واحدة، هي ذاتها التي سأجيب بها، إذ أنني أقتنع بها من حيث التجربة..
الجميع يتفق على أن للقصة القصيرة شروطاً أساسية لايمكن أن تحيد عنها وهي

(المقدمة والعقدة والحل أو لحظة التنوير)

كما أن لها شروطاً تقليدية تتمحور حول :
1- (الحدث) الواقعي. المعقول . الواحد، وإن تعددت جزئياته. الواقع في زمن ومكان مقنعين.
2- (الشخوص) في بعدها الجسدي وما تظهره من حركات وسكنات، وبعدها الاجتماعي من حيث علاقتها بالمجتمع بكل ما تحمله من ثقافات مختلفة.. وبعدها النفسي المتضمن لرغباتها وآمالها وعزائمها وأفكارها وأمزجتها وانفعالاتها وهدوئها وانزعاجها في أحزانها وأفراحها. 
3- (العقدة / الحبكة) التي تعد مجموعة من الحوادث المرتبطة ببعضها ارتباطاً زمنياً ، مشكلة وحدة عضوية متماسكة في مظهرها الداخلي والخارجي .
4- (البيئة) وهو الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص في زمن تمارس فيه وجودها .
5- (الحوار) وهو الباعث على حيوية القصة وإخراجها من رتابة السرد وطوله، وثقله، وملله وسأمه، وهو القريب من الواقع، ووجوده يضيف للقصة ولا يرهلها.

هناك من يتبنى مقولة بأن هذه الشروط التقليدية يمكن تجاوز إحداها حتى يكتفي كتابها بأن يسيروا " بها نحو هدف ما، ومن معاني السير البحث، ولاسيما البحث عن الوجود"
لكن أنا لا أتفق تماماً مع فقد أي عنصر إذ ربما يجعل توازنها يختل، وتتشوه معالمها.


أما عن المقياس التي تنجح فيها القصة، على الأرجح أن تكون في (العنوان ) ( المدخل) ( اللغة ) ( الفكرة) (الأسلوب ) (الوصف) (الخيال الخصب) (الحوار) (الحدث وحبكته) (النهاية) أي في كل أجزائها إذ أنه من الواجب أن تكون غير مسبوقة في خلقها، جذابة، وآسرة، ومبهرة، ومعبر ، ودقيقة، وممتعة ، وصادمة ، وفضفاضة تتسع لكثير من الإيحاءات، والتأويلات.. غير ضعيفة ، ولا مترهلة ، تحتاجها القصة وتستفيد منها استفادة قوية .



السؤال الثاني/ بخصوص النشر : هل ترى أن آلة الزمن قد عفت على نشر القصص الورقية وأصبحت الإنترنت والتواصل الإلكتروني أسهل للوصول للقارئ خصوصا وأن عدد مستخدمي الإنترنت في ازدياد وعدد قراء الورق في نقصان ؟ وكيف السبيل للحصول على الملكية الفكرية إن ابتعدنا عن النشر الورقي ؟


ج/ حقيقة هذا الموضوع شائك جداً حيث الجدل الكبير الحاصل بين مؤيدي النشر الرقمي ( الإلكتروني) وبين مؤيدي النشر الورقي.. وكلٌ له قناعاته القوية التي يستند إليها.
عن نفسي رغم أني أؤيد النشر الإلكتروني من حيث أنه وسيلة سريعة ، وسهلة ، ومريحة، ولا تجد لها حدوداً متشددة ، ولا حرية ضيقة، وذات طابع جمالي كبير، وكثيراً ما نفتقدها في جهات النشر الورقية ، التي لا تلبي رغباتنا في النشر إلا وفق تلك الحدود المتشددة والحرية ذات السقف المنخفض جداً، والأطر البالية، بل ويكون النشر في فترة زمنية قد تطول كثيراً يُفقد معها الصبر.. وتذبل معها فرحتنا بالمولود الجديد آن ولادته وقبل ولادة آخر غيره.
لكن من جهة أخرى أؤيد وأفضل النشر الورقي من حيث أنه يسعى إلى حفظ نتاجي المكتوب، كما يعزز ملكيتي له، والشعور به كواقع ملموس لا اقتراضياً يكاد أن يكون كالخيال على الشاشة.. بل وأستطيع إهداءه إلى أي صديق كهدية قيمة أيضاًُ حسية لها أثرها كبقية الهدايا القيمة. حتى بإمكاني أن أضمه إلى صدري، أو يضمه صدر المهدى إليه.
ورغم المميزات التي يتمتع بها النشر الإلكتروني إلا أني من خلال تواصلي مع الانترنيت على مدى أكثر من عشرة أعوام ، عندما أبحث عن بعض نصوصي القصصية والموضوعية لا أجدها، فبعض المنتديات أو المواقع تصاب بالحجب أو بالخلل كعطب في الذاكرة أو فقدها أو امتلائها في زمن قريب مما تلغى أكثر النصوص القديمة لاستقبال نصوص أخرى جديدة، والكثير من المشاكل والإلكترونية ، أو التحديثات التي تحصل للمواقع، وفي المقابل الكتاب والجريدة والمجلة مازالوا لدي منذ زمن طويل، أكثر من عشر إلى خمسة عشر سنة لعمري الكتابي.


السؤال الثالث/ بخصوص الاستخدام : كنت مع الأستاذ المخرج هشام العبدي وقد شكى لي نقص كتاب القصص الصالحة للمسلسلات ونقص كبير في كتاب السيناريو , سؤالي هو أين الأستاذ عبدالله النصر من كتابة النصوص التمثيلية من قصة وسيناريوا ؟؟؟ وهي برأيي الشخصي الوسيلة الأنجع والأمثل لتصدير الفكرة إلى عقول الناس.

 
ج/ في الحقيقة لم أألوا جهداً عندما كنتُ أسكن الأحساء قرية الجبيل، فقد قمتُ لأربع مرات بكتابة تمثيليات وعمل سيناريو تقليدي، وذلك حينما كتبتُ تمثيلية بعنوان (الندم) التي تم تصويرها في شريط فيديو مدته ثلاث ساعات، وكذلك تمثلية ثانية بعنوان (اليتيم) وتم تصويرها في شريط مدته ساعتين ، والثالثة بعنوان (من المسئول؟) وتم تصويرها في ساعة ونصف تقريباً، والرابعة حينما قمت بكتابة مسرحية بعنوان (هزيمة الشيطان) لمهرجان الزواج الجماعي بالقرية ذاتها..

والثلاثة الأخيرة حينما لم أجد ممن يقم بتصويرها قمتُ بذلك بنفسي، إلى حد أني أصبحتُ أيضاً (كاتب القصة والسيناريو/ والمنفذ/ والمصور/ والمشرف/ والمخرج/ والداعم/ والموزع)..

السيناريو يحتاج معرفة وخبرة كافية، وربما دراسة منهجية ولو من باب معرفة المبادئ الأساسية على الأقل فنطورها، وللأسف أنا لم أسع إليها حتى الآن، لأنه في اعتقادي بأني لن استخدمها يوماً ما.

وأما بالنسبة للقصص ، فإنها متواجدة بكثرة في كتبنا وغير كتبنا، وبإمكان أي مخرج أن يسلط الضوء عليها ، ونحن لن نتوان في مساعدته، ولقد وعدنا الفنان (إبراهيم الحساوي) وغيره بذلك منذ زمن بعيد، ولكن لم يتم ذلك حتى الآن، كما أرسلت بعضاً من قصصي إلى الفنان (عبدالله السدحان) ولم نتلق جواباً.

فأعتقد أن التقصير ليس من الكتاب ذاتهم، إذ أن الساحة تغص بالكتب القصصية القابلة للتمثيل، ولكن التقصير من وجهة نظري هي من المخرجين، فهم لا يلتفتون إلى المنتج المحلي، وكما يقول المثل (مزمار الحي لايطرب).





هناك تعليقان (2):