القاص عبد الله النصر : النقاد أهملوا تجربتي السردية






القاص عبد الله النصر : النقاد أهملوا تجربتي السردية



حوار أعده الصحفي الشاعر/ محمد الفوز

1424هـ





بعد أن تم إصدار مجموعته الأولى " بعث في خلايا مستقيلة " يطالعنا عبد الله النصر متأبطا هموم ذاته..





1. هل تكتب إيحاء الذات أم التجربة هي دافعك لدخول عوالم السرد ؟



أكتب إيحاءات الذات كتجربة للدخول في عوالم السرد.





2. تقول في إهداء مجموعتك " إلى من كان يشبهني أو استطعت أن أحوله شبهي " ؛ ألا يشكل عبئا رقابيا لنصوصك ؟



لو كان هناك عبئاً رقابياً.. فإني ما تعمدت فعله، ولا سعيت إليه.... والمجموعة في متناول القارئ الحصيف الذي لا أراه أيضاً رقيباً.. بل متفق أو غير متفق.





3. هناك طغيان شعري في مجموعتك ... و هو يقربك من الخطاب حتى لو أسهبت في دلالات الصورة ؛ كيف تبرر اتجاهك ؟



لا أعتقد بأن هناك طغياناً شعرياً.. وإن سلمتُ بوجود الشعرية، فلا أتصور بأن هذا الأسلوب يقرب من الخطاب.. فهو أسلوب غير مباشر تماماً.





4. يسيطر الرجل على ملامح نصوصك في 12 قصة بينما المرأة تتبدى في 7 قصص ، ما سر هذه الذاكرة الرجولية التي تستحوذ عليك ؟



ليس هناك بمبدأ ما احتكم عليه في كتابتي للنصوص، جعلني أوفي الكيل من هنا وأبخسه من هنا، ولكن بعد اقتناعي بطباعة المجموعة القصصية اقتضى الأمر لأن أختار المكتمل من النصوص والأفضل دون العناية بذكورتها أو أنوثتها، الأمر الذي اقتضى أن يكون العدد غير متساو. ولا أخفيك بأن لدي من نصوص المرأة ما يفوق.





5. في مجموعتك حكايا معقدة لو تأملناها من منظور نفسي نجدها "سيرة إنسان واحد" هو أنت أو يشبهك أو تشبهه ؟



لا أتفق بأنها سيرة إنسان واحد، ولكن من ناحية الشبه، فبالطبع تشبهني وقد اعترفت بذلك، لأنه في الوقت الذي أهضم فيه الفكرة، وأعيش كل تفاصيل القصة المتخيلة أو الواقعية المستقة فكراً ووجداناً، وأضمنها شيئاً من مواقفي أو أفكاري أيضاً.. فإنها تأتي هكذا و كأنها أنا أو تشبهني أو أشبهها. نعم يتكئ كتاب القصة في بداياتهم على سرد الذاتي وأنا واحد من أولئك ولكن حين أردت إصدار المجموعة لم أضمنها الشيء الكثير من تلك النصوص.



6. " وأخيرا احترقت التجاعيد" قصة مختلفة و أبعادها الإنسانية حميمة ٌ جدا؛ ألا ترى أنك تتأرجح في قصصك بين التلاحم السردي و اللغوي و بين هذيان البوح الشعري ؟



أكتب القصة كيفما اخمترت، وتخرج كيف ما شاءت الفكرة... تجيء سرداً بسيطاً وعادياً، أو تجيء لغتها عالية وقوية، أقدمها كما تخرج..





7. مجموعتك تحمل أبعادا أخلاقية أكثر من الجنون المحتمل الذي تفرضه مغامرة البدايات ؛ هل قصدت هذا الجانب أم أنك مهموم بقضيةٍ ما ؟



منذ أن ولجت في كتابة القصة، لم أكتب إلا عن الأبعاد الأخلاقية كقضية من القضايا الإنسانية.. لقد أقصيت الذات كثيراً وعن القصة تحديداً.. لم أحاول كتابة ماتسميه بالجنون المحتمل إلا مرتين أو ثلاث مرات، ولاعتقادي بأنها جاءت نصوصاً خديجة، لم تتضمن المجموعة منها إلا نصاً واحداً فقط هو (وأخيراً احترقت التجاعيد). ولا أخفيك بأنني أحببت هذا النوع ولكن أجدني غير ناضج بعد للكتابة فيه بشكل قوي.



8. عنونتك للقصص هو تأكيد على شاعريةٍ تختبئ بأعماقك ؛ بدءا من عنوان المجموعة "بعث في خلايا مستقيلة " مرورا بـ " للأمس رائحة حمقاء" كيف تفسر لنا فلسفة العنوان ؟



في تصوري ينبغي للعنوان أن يخرج عن إطاره المباشر، وذلك لمنح النص أفقاً أوسع أو بعداً أرحب أو إيحاءات أكثر بل ويكمل الفكرة التي يتضمنها النص ، ولا يكون أكثر بساطة أو جاهزية.



9. هل أنصفكَ النقاد في إصدارك الأول و في عموم تجربتك السردية ؟



النقاد السعوديون إن قلت بأنهم مروا بإصداري مرور الكرام، فهذا يعنى أني لا أجحفهم الاعتراف بأنهم قرؤا محتواه قراءة عادية تماماً.. ولكن أقول لم يقرأ النقاد السعوديون المجموعة قراءة نقدية البتة... على الرغم من أنني اجتهدت كثيراً في إهداء أغلبهم وإيصال نسخة خاصة لهم، ولست بصدد ذكر أسباب يعلمها الكثير من المبدعين السعوديين خاصة لأنها إشكالية عصية الحل تقريباً تسير ضمن هذا التحول الحضاري. ولا أنكر بأن واحاًد منهم وعدني بالكتابة لكنه لم يفعل.

نعم حصلت على قراءة واحدة من القاصة السعودية/ مليحة الشهاب، ولكن من وجهة نظري لم تكن قراءة ناقد ناضج متمكن، ولا منصف، بل ولم تكن قراءة تستفزني لشيء يقوّم النص القصصي تحديداً أو لإبداع جديد.

أما عن بقية الدول العربية فقد حصلت على أولاً: قراءة نقدية على نصف المجموعة من الشاعرة/ أمل اسماعيل (فلسطينية) أرسلتها لي منذ بداية الإصدار وحتى الآن لم ترسل لي النصف الآخر مع أنها لم تكن إلا بحثاً عن الأخطاء اللغوية والمطبعية والاستفهامية. ثانياً حصلت على قراءة الناقد الشاعر/ محمود الأزهري (مصري) والقاص الشاب/ أحمد المؤذن (بحريني ) مشكورين كاناً هما الأكثر صدقاً وإنصافاً في قراءتهما حيث فاجآني ولم يعداني، وقد نشر الأزهري قراءته في جريدة اليوم السعودية ومواقع إلكترونية كثيرة وضمنتها أنا موقعي الخاص، أما قراءة المؤذن فقد نشرها في جريدة أخبار الخليج البحرينية، كما أن هناك نقاد في دول عربية أخرى قد وعدني بعضهم من تلقاء أنفسهم بالكتابة عنها وبعضهم الآخر قال بأنه قام بكتابة القراءة في مسودة ولكنه لم يرسلها أو ينشرها حتى الآن.





10. لِمَ لمْ تتجه للرواية كسائر القاصين ؛ أهي مشروعك القادم ؛ أم ماذا ؟





لا أخيفك بأنه كانت لدي محاولة واحدة، وهي حبيسة الأدراج، بعد أن كتبتها كمسودة صرفت النظر عن العمل على إكمالها لاكتشافي بأنني لستُُ ناضجاً في الكتابة في مثل هذا النوع، أو ربما لم أكتسب فنيات الكتابة الروائية بالشكل المطلوب. وربما فيما بعد أفكر في مشروع الرواية فهو مشروع مطلق للجميع.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق