استطلاع رأي :





بقلم الكاتبة زينب البحراني:



هل اغتيل عنفوان الثّقافة وشجاعتها فأدركها العقم في صدر شبابها؟

أم بلغت حدّ الشيخوخة في وطننا العربي بدلاً من أن تدخل طور النّضج فاختار حاملو رسالتها الانزواء تحت ظلّ مُغازلة الصّمت أو مُجاملة الفساد طلبًا للسلامة؟!



تعصّب.. ومراتب عاجيّة!


القاص السعودي عبد الله النصر أكّد على أنّ ثمّة أكثر من بُعدٍ نفسي مُكوّن لتلك المُشكلة، فقال:


"في هذا الزمن نرى الكثير ممن أصبح لا يمتلك الثقافة الحقيقيّة التنويرية والرصينة المهذبة التي ترقى إلى مستوى النقد البناء، والرقي، والاحترام، واللباقة في مواجهة القضية أو الآخر.. كما لا يملك المعرفة العلمية المتميزة المتجددة والأسلوب الغني بالمعلومات وبالآراء الجيدة المقنعة أو المحققة للمطلوب مع المحافظة على قيمة القضية وإنسانية المنتقد. وقد حول البعض القضايا الثقافية العادية، إلى قضايا مصيرية.. أو تمس العمق الإنساني مباشرة.. بحيث لو ناقشت أحدهم في قضية ما ، فإنه يحولها بطرق شتى، وأقربها بالتشنج وبالتعصب لفكرة ما، يحولها إلى مساس بتلك القضية كأن يجعلها تافهة حقيرة، أو يحولها إلى مساس بكرامة واحترام الإنسان صاحبها.. بما يسميها الآخرين شخصنة الأمور"


ويُكمل: "الشعب العربي لكثرة ما تمر به من ضغوطات في شتى المستويات الحياتية، أصبح عصبياً ومزاجياً ومشتتاً.. فأمسى تعامله مع القضايا وتلقيه النقد والرأي ووجهات النظر بطريقة لا تتصف بالرقي والوعي وبسعة الصدر والمرونة والمثالية والتعاطي مع الآخر بتقبل للبناء والتقويم سواء في ذاته أو في أمر يقوم عليه.. فضلاً عمن يرى نفسه في مرتبة علياً عاجية، فإنه يفتقد احترام عقل ورأي الآخر، وتنظر إليه كروح وفكر وطموح أقل منه، وأنه عضو ليس بالمستوى الكبير الذي له دوره الفاعل في الحياة والمجتمع، مما نشأت المجاملات والوساطات والتحقير وغيرها من مواطن النفاق والتقليل


ويُضيف: " كما أنّ البعض أصبح عندما يطرح قضيته أو يناقشها فوق أنه لا يحترم عقل ووعي الآخر وإنسانيته أيضاً ، يتصف بأسلوب العداء المطلق مع الآخر في الطرح، فلا يكون عادلاً ولا منصفاً، ولا خير من يقيس الأمور وسطاً، ولا يسعى إلى التهدئة والوحدة والتسامح، بل يثير الخصومة والبغضاء أكثر"





البقية على الرابط التالي:





هناك 3 تعليقات:

  1. وإذا كان المثقف لا يحترم الرأي الآخر ويحول الأمور إلى شخصنة ويتعصب لرأيه فماذا ترك للبقية أو ما ذا استفاد هو من ثقافته ؟ أستاذ عبد الله أصبت كبد الحقيقة واختصرت المعاناة في سطورك لك مني كل تقدير واحترام ."

    ريم

    ردحذف
  2. أستاذ عبدالله
    أصبح عليك بالخير أولاً واحييك على طرحك الرائع اللذى جعلنى أقرر أن أقرأ مدونتك الغالية بطريقة عكسية لعلى أجد مساحة أتحرك فيها بهدوء ..
    وأعتقد يا عزيزى و أكاد أجزم بأن الثقافة الان مشوههة خرجت من رحم مشوه ..فهناك تشويش وخلل كما ذكرت فى مقالك المختصر المفيد .. ولابد من البحث و الصبر والتحرى عن علاج طويل المدى لتنقية هذا المرض وليس إزالته جرعة واحدة من الجسم العربى لكى لا يموت ..
    أشكرك على مقالك الرائع و تحية منة لك

    ردحذف