تفاســـــير


تفاســـــير





عِرْقٌ ينبضُ بشدةٍ في ذراعيَ الأيمن.. حَدَسْتُ بما عرفتُ: أنه خَلَجَةٌ من خَلَجَاتِ الجسد!.

فتحتُ كتابَ تفسير الخلجات.. قرأتُ ( نبضٌ في الذراعِ الأيمنِ = اجتماعٌ مع مَنْ تُحِبْ)!.

الكونُ لم يسعْ فرحتي.. وبولهٍ يتفاقم، بقيتُ أنتظر.. كلما مرتْ لحظة أو ساعة أو يوم، ويأتي فيها أي من الأحباب، أو الأقارب، أو الأصدقاء، أو أيُ أحدٍ كانْ، إنسٌ أو حيوان.. أخمنُ بأنه هو ذاك من أًحِبْ.. بيد أن النبض لم يهدأ حتى بعد اجتماعي وكل من أعرفهم ومن لا أعرفهم.. ومع هذا مازلت متفائلاً، فربما هناك حبيب خفي سيفاجئني بنفسه لحظة ما!..

مرت ثلاثة أشهر ولم يهدأ النبض وكل آتٍ وحاضر.. لم تتحقق النبوءة فيستريح تفكيري!.

النبضُ يستفحل في كل يوم مقبل.. فرحي، تفاؤلي يضمران في كل يوم ينصرم.. غدا مكان النبض يؤلم ذراعي بشدة حتى بدأت أشعر بثقله.. ففررت إلى الطبيب!.

الطبيب الذي قال لي مشدوهاً: ( ستبقى تحت رعايتنا في المشفى، وليتك لم تتأخر عن المجيء للكشف).. أجرى عليّ الكثير الكثير من الفحوصات الدقيقة، ولم يعرف السبب!..

بعد أيامٍ أُخر، تفاجأتُ بالطبيب يائساً، يعلق ذراعي في رقبتي قائلاً: الآن قد هدأ نبض ذراعك، لكنه أصبح معاقاً!!.



28/12/1426هـ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق