في حوار خاص مع حطة














الأديب السعودي عبدالله النصر في حوار خاص مع حطة

حاورته منى وفيق( المغرب)



كل من ينقدني يستفزني! و على الرقابة أن تثق بقدرة الإنسان!:





حين تبحث عن الكلمة الصّادقة .. الحرّة .. الّتي تهاب الوقوف أمامها.. فأنت و لا غرو تنادي عبدالله النصر!

حين تبحث عن كلمات نافذة تترجم أحاسيسك .. أفكارك .. توهانك و كينونتك فلا أبلغ من كلمات عبدالله النصر!!

حين تشتاق للأسلوب العذب و الحسّ المرهف فلا أفضل من عبدالله النصر ليزيدك اشتياقا و اشتياقا لتقرأه أكثر و أكثر!!!!

قصصه فيها من الجرأة لجهة الرّاوي لدرجة أنّنا نقدر على التوغّل في خفايا المجتمع السّعودي قدر المستطاع المسموح به للسّرد هناك. مجلة حطة التقت به و حاورته:


1- في البداية طلبت منه أن يحدثني عن نفسه فقال ..



• ثلاثيني بسيط، كما هي ثقافته العامة، ومعرفته الدينية، والأدبية خاصة، وكما هو طموحه في الحياة، وتعامله مع أفراد أسرته، وسعيه في العمل لحياة الخلود.

• له علاقات كثيرة، اجتماعي، عاطفي، يحب التميز كما يحب أن يخدم، يعتمد ـ بعد الله ـ على ذاته كثيراً.

• يحب الخط العربي والتصوير والتعامل مع الحاسب الآلي ويجيد الكل.

• يحب وظيفته ويقدم فيها ما يستطيع، وحريص على إرضاء مرؤوسيه.

• لايؤجل عمل اليوم إلى الغد، إلا في أقصى الظروف.






2- هل ثمّة اختلاف بين الأديب و الإنسان عبد الله النّصر؟



الأديب هو إنسان. والإنسان هو أديب مادام يتمتع بالوعي والضمير والمعرفة، وخاصة إذا امتلك سلاحاً مكنه من أن يحمل إليك أسرار هذه الحياة ويعبر عن ما تخفيه وراء الأقنعة، ومكنه من ابتداع طريقة للتحدّث بلسان الآخرين حين يتحدّث عنها وعن مكنونات أرواحها، واستطاع بذلك السلاح أن يظهر ميراث البشرية التوّاقة للتحرر من عجزها، وامتلك القدرة على الحديث عن أحلامها، آلامها، حقق أسرار التواصل فيما بينها، وتحدث عن حريتها بروح النص وعنفوانه وانسياب معانيه في الذهن والشعور، وجعل منه كائناً حياً لأنفاسه أثرها في تضاريس الزمن، وعلى جلده الرقيق ترتسم بصمات الأحداث والتجارب الإنسانية على اختلاف مستوياتها. هذا الإنسان الأديب هو عبدالله النصر.




3- لم اتجهت للقصة القصيرة بالذات و ليس للرواية أو الشعر؟



مع علمي بأن القصة القصيرة هي أصعب الأنواع الأدبية إلا أنني اتجهت إليها وذلك لأنني أحب المشاغبة والمغامرة مع هذا النوع للثقة التي أعطيها نفسي وللأمل المزروع في قراري.. صحيح أحياناً أقع، ولكن كثيراً ما أشعر بأني مشيت وأمشي بأمان.




4- ما الذي يحملك إلى النص و ماذا تحمل له؟



أهمية القضية، اختمار الفكرة، وعيي، ضميري، معرفتي، ثورتي، ألمي، خوفي، تنبؤي، جسدي، قلمي، وقتي، مكاني.. هي عوامل تحملني إلى النص.. وهي تقريباً ما أحملها له.





5- ما مدى واقعية نصوصك؟



واقعية نصوصي كما هي واقعية وجودي.




6- في ظل طغيان المعلوماتية و ثقافة الصورة أين هو مستقبل الكلمة؟



نعم، يقول بعض الخبراء ( تقوم الصورة مقام ألف كلمة) في حين تذهب الحكمة الصينية إلى ( أن الصورة تقوم مقام عشرة آلاف كلمة). ولكن من وجهة نظري، مهما كان ذلك يشكل خطراً ما، فباعتقادي أن ثقافة الكلمة باقية بالقدر المطمئن ببقاء أصالتها وقوتها وتأثيرها، وأتوقع بأنه سيأتي يوم ما ليكون للكلمة نصيبها الأوفى كما كانت من قبل.




7- ما رأيك في النشر الإلكتروني بوصفه الأسلوب الأحدث للنشر؟



النشر الإلكتروني ممتاز جداً، لكونه تعدى الحدود الجغرافية، كما أنه يوصل الرسالة بسرعة ، ويعطي الرؤى ووجهات النظر والنقد حول مايقدم بشكل سريع، وهذا كله غاية ما يتمناه كل كاتب. ولكن ثمة أمر لابد من أن يحسب حسابه الكاتب أو صاحب المادة التي يريد نشرها بأنه لابد أن يجد في البحث عن المواقع المتميزة والمشهورة التي اكتسبت هذه السمات من قوة محتواها ومن المشاركين فيها ومن جودة إخراجها.






8- أنت كعضو فعال في منتدى خطى هل ترى أن المنتديات الأدبية سيما العنكبوتية محققة لحركة ثقافية ؟



أولاً لايمكنني أن أحقق كلمة ( فعال ) عليّ بالنسبة لمنتدى خطى، ولكنني عضو له مشاركات بسيطة جداً كما هي في المنتديات الأخرى. نعم يمكنها أن تنطبق عليّ بالنسبة لمنتدى شبكة هجر الثقافية القسم الأدبي وسابقاً فقط لكوني أصبحت محرراً فيه، لكنها في خطى لا. أما بشأن المنتديات الأدبية في الشبكة العنكبوتية، لا أرى بأنها كلها محققة لحركة ثقافية وخاصة في مجال الأدب بالرغم من كثرتها، بل بعضها والقليل جداً، وهذا القليل اكتسب صفة المحرك الثقافي لأنه انتهج طريقة ممتازة في ذلك، وهي اختيار أعضائه بعناية فائقة ودقة متناهية بأسمائهم الصريحة، وبطريقة تزكية العضو الجديد من قبل عضو معروف من أعضاء المنتدى.




9- ماهو النص الذي يجسد شخصك في نظرك؟



النص الذي يجسد حجم معاناتي.




10- هل الشعب العربي شعب لا يقرأ أم أنه شعب مرهق؟



مقولة ( الشعب العربي لايقرأ) مقولة فيها الكثير من الصواب لأنها تنطبق على الكثرة. أما بشأن أنه (شعب مرهق) فيمكنني أن أعزو عدم القراءة إلى هذا السبب. وأستغل الفرصة لأكرر مقولة ( إن الشعب الذي لا يقرأ، شعب لا يفهم الحياة) وبطبيعة الحال هو شعب (مرهق).. أقول أيضاً لاينتصر، ولذا على كل من يريد أن يفهم وينتصر ويخرج من إطار الإرهاق عليه أن يقرأ متخطياً كل الأسباب.




11- حصدت عدة جوائز فهل أنت راض عن نفسك؟



بطبيعة الحال ليس هناك طموح يرضى بالمستوى الذي وصل إليه، حتى لو أنه حصل على أكبر جائزة.. لأن الطموح لا يفكر في الجوائز بقدر ما يفكر في أعلى مستوى من العطاء المتميز.





12- غيّر اسم قصتك القصيرة امرأة لكل شيء إلى ( امرأة تعانق الألق) ما تعليقك؟



هذه ممارسة من سلطة يراد منها أن تعيد النظر في قوانينها أولاً، وثانياً ترفع المستوى الثقافي لأفرادها، كما يجب على تلك الجهات المهيمنة أن تثق بقدرة الإنسان على تحقيق ما يريد، من حيث أنه مالا يمكنه أن يكون أو يتحقق له هنا فإنه يمكنه أن يكون له هناك وسيصل إلى مواقع المنع عن طريق البوابات النظامية وعبر بوابات أخرى كوسائل الاتصال ونقل المعلومات الحديثة والنوافذ والأسلاك الهاتفية وحقائب المسافرين.






13- هل من نقد استفز عبد الله النصر؟



أعتقد بأن كل النقد الذي قدم لعبد الله النصر استفزه، إن لم يستفزه للدفاع عن نصه بكل ما يحمله النص، فإنه يستفزه في محاولة أن يعيد الكرة في بناء نصه.






14- ما مدى تطرق أعمال عبد الله النّصر لواقع المجتمع السعودي؟



عبدالله النصر يطرق القضايا التي يشترك فيها عامة المجتمعات تقريباً، السعودي وغيره، ولذا لا يمكنني أن أقوقع نصوصه القصصية في هذا الزاوية، وإن كان المجتمع السعودي بحاجة إلى لفتة كبيرة وجريئة ليست على مستوى القصة القصيرة فقط، بل بكل الأنواع الأدبية، لأنه غني ومُغْـنَي في ذات الوقت.






15- تعليقك على 3 مقولات:


1- في المديح الكثير من الرصاص..

كذلك في النقد والانتقاد الكثير منه.



2- حتى أطفالنا أصبحوا يخافون رسم البحر في كراريسهم خوفا من الغرق..



لأن هناك من يسحبهم إلى الخلف.


3- الرجل رجل في بعض الأوقات والمرأة امرأة في كل الأوقات.



لا تكن لينا فتعصر ولا صلباً فتكسر.





16- أخيرا ما رأيك في مجلة حطة؟



في الحقيقة لم أتعرف على المجلة الموقرة إلا قبل أيام فقط، ولكن من خلال تصفحي السريع والعشوائي لها، أستطيع القول – وهذه ليست مجاملة بقدر ماهي حقيقة – بأن المجلة تسير بخطى واثقة وتقدم مايغري القارئ، بقوة موضوعاتها، وبمظهرها البديع، وبتصفحها المريح، وكل هذا محفز على التلقي.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق