الرسالة (5)








الرسالة (5)

فلان بالكريم كاراميل .. !
قلبكُما

بقلم / منى وفيق







جلست القرفصاء، ليبدأ شهيق دون زفير.. أقذف الفرح و لا يأتي الحزن.مضيتُ
فلان بالكريم كاراميل..أنا أهيم أقول " أحب عبد الله ؟؟كلاّ ، أنا أحب الـ
بعبد الله ، لا..لا.. هواي هو ال فلان بالكريم كاراميل! فعلتُ هذا دونما الإمساك
بوردة ، فهذا أوان الورود البلاستيكية و لن أفلح في نثر ورقاتها.ذهبت للثلاجة و ..
أحضرت حصتي من ال فلان
امممممممممم.. ملعقتا فلان بالكريم كاراميل قد تكونان كافيتين لكتابة مئات
الرسائل لك أي عبد الله.للتو عدت من سفري.مدينة القصر الكبير لم تثر فيّ الشيء الكثير.رحلتي منها إلى الرباط استغرقت سويعات قليلة.أقول دائما أن الرباط إذا كانت العاصمة الإدارية للمغرب فهي بالمثل العاصمة الإدارية لأحاسيسي التي لا تستقر إلا فيها.كالعادة سافرت بالقطار فالسفر فيه هو متعة ما بعدها و لا قبلها متعة. القطار ..القطار .. حقا ، لا أعرف لِم أحب مشاهدة القطار يتحرك و لا لِم تعتريني تلك الرغبة المجنونة في إمساك هروبه منّي..هي شبيهة بالرغبة في إمساك اللحظات المنفلتة و ضغطها.. شبيهة بالرغبة في إمساك قوس قزح ملون....!
عبد الله ، أكثر ما أحبه فيك هو اهتمامك المرتدي قناع المبالاة.لكم أستمتع حين تدّعي أنّك لست بمنشغل بتفاصيلي الحياتيّة. صدّقني ، سيعجبني جدا أن تؤكّد لي أن سفري وحدي دون محرم لم يعنك في شيء .. هل هو كذلك فعلا؟!
تستفزّني الرغبة في إزعاج لا مبالاتك و إخبارك بسبب سفري للقصر الكبير. في الواقع و في الميتافيزيقيا سبب زيارتي لتلك المدينة - الأشبه بثوب فزاعة أنيق بنبضه – هو ملاقاة خديجة.هي كاتبة شابة استمدّ الأبيض لونه من صفائها. تتقاطع عندي هي مع " جودي أبوت" الفتاة المعجزة بكاريزماتها في الرسوم المتحركة " صاحب الظل الطويل".أيّ منهما تذكّرني بالأخرى؟ لا أريد أن أحزر!
أنت خير من يعرف يا عبد الله كم أنا نرجسية لذا فانا أحب خديجة أكثر و أكثر حين تغوي نرجسيتي قائلة" كفي عن هذا .. أنت تقطرين بكل هذا الجمال و أنا قد تبللت يا منى ..كفّي!"
سهام خديجة تصيب قلوب الآخرين دائما.لذيذة هي كالآيس كريم بالفانيلا و الفستق.عند لقائنا تفاجأت هي بقدرتي على التعبير بجسدي عند الحديث. لقد ظنّت أن دروس المسرح هي التي أفادتني و جعلتني قادرة على التعبير بتلقائية.تعلم أنت أن المسرح لا علاقة له بتاتا بهذا ، إنه فقط الصدق يجعل الجسد يتفاعل مع الروح بكل تلك الحميمية!
الحديث عن خديجة جعلني أنهي طبق ال فلان دون أن أنتبه لذلك.قلبكما يا عزيزي – أنت و خديجة – هو فلان بالكريم كاراميل قد يأكله المرء نيئا بكل تلذّذ!
دعني الآن أمرّ على رسالتك الأخيرة مرورا سريعا.لا تتوقع أن أقول لك مثلا أنني أمسكت رسالتك ووضعتها في قارورة كبيرة ملأتها ماءا و بدأت أشرب منها كل صباح حتى تسكرني كلماتك و تجعلني في انتشاء دائم.لا تنتظر مني قولا كهذا فأنت تخبِرُ إلى أي حدّ أنا مزاجية!
تحدّثت عن العاهرات ، ألا تغبط بعضهن الأكثر شجاعة و صراحة منك؟!عموما عاهراتنا إنسانيات غالبا. لسن يغتصبن الأرواح و الأجساد معا كما تفعل عاهرات تلك السجون،عاهرات هنّ بثياب القانون و الحق ..عهر مقنّن ربما!
يا عزيزي .. اصرخ " إرهــاب" ما بدا لك و أنا سأفعل أيضا كيفما و متى اتفق .لا يهمنّي السجن . فقط ليجعلوه لي مكتبه و سيكون هو الفردوس عنها كما قال بورخيس!
أما فاضل ربما يكون ظنّ نفسه يضحك منك ..لكنه في الحقيقة ليس يضحك إلا من نفسه .. كم مؤلم هذا!
تسألني إن كنت سابقى لك أو هل أنتظر أن تحقق لي شيئا .. حسنا، أنا لاأعدك أن أبقى لك . لم أعد وفية لتلك الدرجة. هي الخيانات تبحث عنّا و غالبا تجدنا..لكن اهنأ ، لا زلت أحسن الاختباء منها إلى حدّ الآن!
جديدي ليس بالمهم. مؤخرا تقدّم مهندس –زير نساء محترف- لطلب يدي و أغفل رِجلي.. تصوّر لم يطلبها أيضا!ببساطة قبلته... نعم لا تستغرب ..وافقت على طلبه و أخبرته أنني لست عذراء.فغضب و فرّ هاربا .. حقيقة سعيت لأن تزدهر الإشاعة بخصوص عذريتي و غياب الحقيقة هو أفضل مناخ لذلك كما يقال!
ماذا ؟ لو كنت مكانه ستفرّ أيضا و ترميني بأقبح الشتائم؟!هه؟!!
غريب هو ذاك المهندس.يعرف جيدا أن غشاء البكارة ليس دليلا على عفة الفتاة .هو من ضاجع كثيرا من العذراوات اللائي احتفظن ببكارتهن بعد ذلك!!؟!
على كل ، هي حيلة كنت قررت أن أستخدمها لأغربل اختياري..فلا زلت عذراء ..و لا تتساءل عن سبب إخباري لك بالحيلة فالسبب ببساطة أنني موقنة أنك لن تكون لي.. أعتقد أنني أخيرا لن أكون إلا لشاعر.. !
أتساءل أخيرا ألا زلنا نرى الأشياء بإحساس واحد؟!
حبيبي .. قالت سابقا أنثى لشاعر الهند الكبير طاغور " احفرني في جوف حرف لأبقى خالدة. أما أنا فسأقول لك احفرني في جوف قطعة نقوذ " هذا أفضل لي !





كن بحـب موني

Flan هو طبق أحب أكله في السابعة صباحا .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق