من أسئلة قرائي




من الأخ / أنكوف..
سؤالك: ماذا ينقص القاص السعودي لإبراز الدراما السعودية في المسلسلات؟؟ والنصوص فيها ضعيفة؟؟

يبدو لي بأن الكثير من القاصين السعودية لسوء فهمهم وعدم خبرتهم بحيثيات القصة الناجحة ، والتجريب المستمر لجملة من أساليب القص التي كثيراً ما تفشل، كذلك بسبب انخفاض سقف الحرية عليهم جداً جداً ، انتحى بالقصة إلى الإرباك والركاكة والضعف والتلغيز والغموض وغير المباشرة والطرق من بعيد على الموضوعات المهمة، حتى لا يكاد يفهم القارئ مغزاها الحقيقي سواء أكان ذلك القارئ بسيطاً أم متمكناً.. فأصبح من الصعب اقتناص أفكار بعض تلك القصص ، ليتم تحولها إلى عمل تمثيلي يعرض عبر الشاشة التلفزيونية ضمن سياقه الثقافي والاجتماعي المؤثر الذي يؤتي أكله، إلا إذا كان بمستوى محاكاة النص ذاته، أي يكون غامضاً ، أو غير واضحً.. فيبقى المتلقي سواء أكان قارئاً أو مشاهداً تائهاً ضائعاً لا يخرج بشيء، لتبقى عنده أسئلة جمة لا يجد لها جواباً ، وعدم قناعات كثيرة لجوانب القصة التي تم تمثيلها، ليعتمد على ما يخمنه أو ما يؤوله أو يأتي في حدسه.
كما أرى بأن أغلب القصص المنتجة لا تخاطب العقل والقلب ولا تحاول أن تكون أكثر موضوعيه وخطاباً إعلامياً.. بسبب سذاجتها أحياناً وتسطيحها وبساطة وضعف السيناريو في العمل الدرامي. فضلاً عن أن القصة الدرامية المتلفزة لم تنضج ذاك النضج التام ، ولهذا تتم كتابة النص بصورة مستعجلة وسريعة ، تخلو من الأساليب التي تسدي النصح والإرشاد بنحو مقنع مدلل بقوة من خلال مشاربه الحقيقية التي تستمد منها النفس قواها وتعزيز فطرتها ، لذا تجدها مفقودة الجاذبية المطلوبة لإحداث التأثر والتأثير..
أضف إلى أن النمطية في عرض القصص وشخوصها ، أي بالطريقة المتشابهة والمتماثلة.. تأتي بالملل والسأم والنفور..
وربما لا تناسب ما تود عرضه شاشاتنا لغرض تجاري بحت، فتترك أو تهمش الأعمال القصصية الناجحة، باحثة عن تلك القصص التي تخدمها في هذا السياق، ييفقد العمل الدرامي مصداقيته، وللأسف هذا ما يعد غياباً للشعور بالمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والوطنية لدي بعض الكتاب والمنتجين للمسلسلات .
ثم أن كتابة النص الدرامي المتميز الجدير بالأخذ به والعمل عليه، مسألة ليست متحققة لكل مريد، لأن كتابة القصة الدرامية، هي عملية إبداعية و فكرية و فنية شاقة ومعقدة كثيراً, تحتاج ممن يلتفت إليها، أن يعد لها إعداداً مسبقاً، وتحضيراً متكاملاً، حتى يخرج العمل بنجاح، فيؤثر في الجمهور المتلقي بكل فئاته العمرية وعقلياته .
هذا ولتقديرك كل تقدير.
تجده على الرابط التالي:

هناك 4 تعليقات: