عنوان النص










عنوان النص



أننا عندما نُعنى باختيار أية كلمة في النص جميلة في ذاتها كانت، أو لها إيقاعاً قوياً، أو لأنها قد تخلق في ذهن القارئ انتظاراً ما، أو دهشة أو تعجباً، أو استثارة، أو استفزازاً لطاقته التأويلية، أو اضطراراً إلى وقوفه وتأمله عوضاً عن مروره العابر المعتاد.. كذلك نختار كلمة العنوان ونتعامل معها.



فالعنوان، كما يقول عنه القاص أحمد أبو فوز( أستاذ جامعي يدرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق – الدار البيضاء): ( إن العنوان ليس كلمة أدبية فقط، بل هو كلمة أدبية خاصة، هو كلمة الكلمات أو وجهها الخارجي الذي يقابل القارئ قبل الدخول إلى النص، هو دالها الأكبر واسمها الخاص. وكما يختار الإنسان لأبنائه أسماء يحبها، ويحب أن يختصر ويركز فيها مشاعره المركبة والمتنوعة إزاء هؤلاء الأبناء، فإن المبدع قد يختار عناوين معينة لا تعبر فقط عن نصوصها، بل تعبر كذلك عن علاقاته الداخلية الخاصة بهذه النصوص).



كما أنه يمكن أن يكون ملخصاً للنص، ومكثفاً لمضمونه، وأحد مفاتيحه التأويلية، وعتبة ولوجه، أو جملة رحمية، أو تفسير أو توضح له، ويقدم لنا ما كنا ننتظره في النص. فضلاً عن أنه بوابة النص الدلالية، بمعنى أننا نتعرف على المضمون والمعاني والمشاعر من خلال إيحاءات العنوان الموجز. إضافة إلى أنه كفيل- في أغلب الأحيان - بأن يغوينا، إذا ما نحن توقعنا من النص وصفاً بالمعنى المتعارف عليه. ووصفا يقوم على المنطق والموضوعية، وهذا كله يلغي مسألة أن يكون تحصيل حاصل.



ومن الطبيعي بأن يشكل العنوان إبداعاً لكونه كالنص يخلقه الكاتب خلقاً.



أما عن معاناتنا في اختيار العنوان، فهي مسألة تتباين من مبدع إلى آخر. وعن نفسي فقد عانيت كثيراً، ومازلت أعاني هذه المشكلة، ربما لأني لست محترفاً، أو لأني مازلت على أبواب ولوج علم الأدب.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق