تخمين ... موروثة ...






تخمين





بعدَ أن انتهى من صلاتِهِ.. وقفْ.. أخرجَ سِبْحةً من جيبهِ أبقاها في يدهِ يتأمَلها.. قلتُ لمن حولي:

· انظروا سيسبحُ اللهَ بسِبْحَتِهِ ويحمدهُ ويشكرهُ.. فهو مؤمنٌ كما نراه !

قال أحدنا: لا.. بلْ سيختارُ بها.. فهو في شدةِ الحيرةِ من أمرٍ ما على ما يبدو!

قال آخرْ: لا.. بل سيقدمُها هديةً لأحدٍ ما كعادتهِ، فهو يشعرُ بتضحياتِ الآخرين!

قال آخرْ: لا.. بل سيتصدقُ بها، فهو يعلمُ بحاجةِ المحتاج!

قال آخرْ ساخراً: لا.. بل سيأكُلُها، ألا ترونَهُ ينظرُ يميناً وشمالاً ويبتلعُ ريقَهُ؟

قال آخرْ متضاحكاً: لا يا أخي.. كيفَ سيأكُلُها ؟!!.. بل سيرمي بها في سلةِ القُمامَة.. ألا ترونَ بأنها قد تآكلتْ مِنَ القِدمْ !

لكن الرجلَ لـمْ يفعلْ شيئاً، سوى أنهُ أعادَ مِسْبَحَتَهُ إلى جيبِهِ، ورحَلَ خارجَ المسجد !!.




مـــوروثة





الذي فجرَ البالوناتِ الملونةَ، بسنينِ خمسٍ وستين، وبعدَ أن عمَّرَ صحائفَ الوصايا بالتواقيعِ وأختامِ التصديق.. خلّفَ وراءَهُ رفاتَ امرأةٍ مهدودةٍ، مكدودةٍ.. يكادُ ينساها الزمـنُ كما نَسِيَها.. خلَّفَ سِرْباً جاهلاً يرتدي الطاقيةَ والشمـاغَ والغترةَ والعقالْ.. سلموا والدتَهم دُورَ الأمواتْ.. تناهبوا صحائِفَهُ الملفوفةَ بالشِجارِ والفضائح.. في النهارِ بللوها بماءٍ ملوّث.. حتى اهترأتْ.. تحللتْ.. فتسابقوا متلهفين بإراقةِ الماءِ على ذراتِ رملِ الشارعِ الحقير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق