أجبني
ارْصدني منْ بيئةِ زقاقٍ ونخلةٍ..
فَقَدْ أَنْفَقْتُ مَا وَرِثْتُ!!
***
في تعرُّجِ الأزقةِ..
في أوراقها المبعثرةِ..
قُرفصاءَ أخافُ الخيال!
والخيالُ طحالبٌ عَلِقَ منْ كُمِّ أفواهِ التيهِ،
ومنْ عُيونِ الجماجِمِ الفارغةِ..
حينَ تكلّستْ فيها تَقاليدُ عَمَىً..
وارتكستْ خلالها عَناوينُ الصِفْرِ.
ضَحلةٌ مياهُ الأزقةِ الملتويةِ،
منْ بينَ الرَّملِ الموطأ،
وبينَ الطوبِ المهدَّمْ بالرؤى!
***
في النخيلِ الجافة..
أعلمْ أني خُضتُ الأوحالَ عنوةً..
اَرْتَدَيْتُ قَميصَها وقُفْطانَها!
ودخانٌ يمتزجُ بسدفةِِ الليلِ،
ارتشفتُه،
عادةٌ ساذجةٌ دوزنتْ خلفَ فروةِ رأسي
تُرَتَّـل..
دُرِزَتْ على جسدي
وهاأنذا نَبَتُّ كنبتةِ الفِطْرِ؟
***
يا أيُها الحُضْنُ الناسكُ في جوفِ النقاءْ.
تحتويني الآن؟
لمرَّةٍ أجبني:
منْ فِخاخِ الزقاقِ، صارَ جموحُ خيلِ القلبِ زبداً..
مِنْ شوكِ النخلِ، طاشَ العقلُ،كعلبةِ مشروبٍ مجمدةٍ!
واقعٌ أرصُدُهُ..
أُدَوِّنُـهُ لكَ..
فأدْرِكْهُ، وقلْ لي:
هلْ تجدْ لي منْ هوية؟
17/11/1429هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق